جذور بناء تاج محل
في عام 1631، أصيب
الإمبراطور المغولي شاه جيهان بالحزن الشديد بعد وفاة زوجته الثالثة المحببة ممتاز محل في أثناء ولادتها لابنهما الرابع عشر
جوهرة بيجام.
[1]. وقبل أن تلفظ ممتاز محل أنفاسها الأخيرة، طلبت من شاه جيهان أن يبني لها ضريحًا أجمل من أي ضريح آخر على وجه الأرض. حقق شاه جيهان أمنية زوجته، فبدأ بناء الضريح في عام 1632 – أي بعد وفاتها بعام واحد.
[2] وتعرض مذكرات شاه جيهان التي تكشف عن مدى حزنه قصة الحب التي ألهمت المهندسين عند وضع التصميم المعماري لضريح تاج محل.
[3][4] تم الانتهاء من بناء الضريح نفسه في عام 1648، أما بقية المباني
والحديقة المجاورة فتم الانتهاء منها بعد ذلك بخمس سنوات. وقد وصف الإمبراطور شاه جيهان نفسه هذا الضريح بقوله:
[5] "إذا لجأ إلى هذا المكان شخص مثقل بالذنوب،
فسيتطهر من ذنوبه، كالمغفورة له خطاياه.
وإذا لجأ الآثم إلى هذا القصر،
فستنمحي جميع خطاياه السابقة.
إن النظر إلى هذا القصر يترك بين حنايا القلب شعورًا بالحزن.
لقد شُيد هذا البناء في هذا العالم
ليعرض جلال الخالق وقدرته".
يجمع التصميم المعماري لتاج محل بين الطرز المعمارية
الفارسية وكذلك
المغولية. وقد استوحى المهندسون تصميمه الأساسي من صروح شهيرة وكبيرة بنتها الأسرة
التيمورية والمغولية من بينها: ضريح
كور أمير (مقبرة تيمور مؤسس الأسرة المغولية الحاكمة في
سمرقند)، ومقبرة
[6] وهي مقبرة همايون
ومقبرة إتماد تود دولها والتي يطلق عليها أحيانًا
الطفل تاج ،
ومسجد جاما الذي بناه شاه جيهان نفسه في
دلهي. وعلى الرغم من أن المباني المغولية القديمة كانت تبنى في الأساس من
الحجر الرملي الأحمر، فقد كان شاه جيهان أول من يستخدم الرخام الأبيض المطعم
بأحجار شبه كريمة. وبالتالي، وصلت المباني والصروح التي شيدت في عصره إلى مستويات جديدة من جمال الفن المعماري.